مروج السندس
لنا مكان مؤنسُ حيث المروج سندس
في مُرتمى أشجاره يهيم صحوٌ مُشمِس
جئناه واللحن سكيبٌ والشذى مُكدّس
بُحنا فلا الورد حكى ولا شكانا النرجس
مكانُنا المرفرفُ ظلالُ حبٍّ تُورف
أُغرودةُ الكنارِ في أسْحَارِهِ تطوَّف
أطايب الحلم عناقيدٌ هناك تقطف
زُرناهُ رَوَّينا حَنَايَاهُ ولا مَن يعرفُ
وحين راح البلبلُ، على الندى يغتسل
أحسست أنّي في ذِراعَي لحنهِ تَوَسُّل
جوانحُ البلبلِ في الشمس ارتعاشٌ يذهل
ونحن شوقٌ متعبٌ على الثرى يبتَهِل
هنا المكانُ سُنْدُسُ وكلّ غصنٍ يؤنس
وللهوى حكاية عند الغدير تُهْمَس
حكاية عطريّةٌ ظلالها لا تُلْمَس
يعرفها المكان عَنَّا والخجولُ النرجس